>> Senin, 15 Februari 2010
الإمام الشّافعيّ
الإمام أبو محمّد بن إدريس الشّافعيّ القرشيّ ، واحد من كبار مفكّري العالم وأحد الأئمّة الأربعة بين فقهاء المسلمين . ولد في غزّة من فلسطين سنة 150هجريّة ، ونشأ في حجر أمّة يتيما. وحمل إلى مكّة وهو ابن سنتين ، وفيها نشأ وتلقّى العلم. حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، ودرس اللّغة والشعر، ثمّ أقبل على الفقه والححديث، وأخد بالقسط الأكبر من العلوم والمعارف حتّى ارتفع عن كلّ عالم قبله.
أخد الفقه الكتاب والسنّة من الحجر، وحفظ "موطأ" الإمام مالك، ثم سفر إلى المدينة فسمعه منه وأخد فقهه. ثم رحل إلى العراق فأخد عن أهل الرأي علمهم و رأيهم. وكان ذكيّا قويّ الحجّة، سمّاه أهل المكة ناصر الحديث، لأنّه كان يلزم أهل الرأي وجوب اتّباع السنّة، ويفسّل للناس طرق فهم القرآن الكريم.
كان الإمام أحمد بن حنبل – بعد أن جلس إليه- من المعجبين به حتّى قال: "ما رأيت أحدا أفقه في كتاب الله من هذا الفتى". وقال: (( لولا الشافعي ما عرفنا فقه الحديث )). كما ذكر عنه أنه قال :(( ما أحد ممّن بيده محبرة أو ورق إلاّ للشافعيّ في رقبته منّة )). وكان الشافعي يعترف الإمام أحمد بن حنبل وأصحابه بالعلم بالحديث، فقد روي عنه أنه قال للإمام:(( أنتم أعلم بالأخبر الصّحاح منا، فإذا كان خبر صحيح فأعلمني حتى أذهب إليه)).
وقد عاش الشافعي مع مالك تسع سنوات، تلقّى عليه الفقه المدينة، ولكنه كان مع ذلك يقوم برحلات في بلاد العربيّة، يستفيد منها ما يستفيده المسافر العالم بأحوال الناس وشؤون مجتمعهم، وكان من وقت إلى لآخر يذهب إلى مكة يزور أمه، ويستفيد من نصائحها، ولما مات مالك سنة 179ه عاد الشافعي إلى مكة، ثم سافر إلى نجران في عمل، ومنها إلى العراق، وأخيرا انتهى به المطاف إلى مصر سنة 199ه فهي تتوسط الديار الإسلامية بين الشرق والغرب والأندلس، وكانت لها مكانة علمية لإقامة تلاميذ الإمام مالك بها. أقاما الشافعي بالفسطاط وأخد يلقي دروسه في جامعتها. وقد بلغ من إجادته القول أن سمّاه معاصروه (( خطيب العلماء)).
خلّف إمامنا الشافعي مذهبا ضخما يحترمه المسلمون جميعا، وترك مؤلفات شأنها عظيم وهي كثيرة منها: الأم، في سبعة مجلّدات وفيه فقهه، والمسند في الحديث، وأحكام القرآن، والرسالة في أصول الفقه. وتوفّي الإمام الشافعي في مصر سنة 204 هجرية، عن أربعين وخمسين سنة. وقد سئل أحد العلماء: كيف وضع الشافعي هذه الكتب وكان عمره يسيرا ؟ فقال: (( جمع الله له عقله لقلّة عمره )). رضي الله عن الشافعي ، ونفع الله الناس بعلمه بخلقه وإخلاصه وقوة دينه.
0 komentar:
Posting Komentar